الذكاء الاصطناعي يراقبك: مخاوف متزايدة بشأن خصوصية بيانات المستخدمين


كيف أصبحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي تراقب حياتنا اليومية؟

أصبحت الخوارزميات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، من فرش الأسنان الذكية التي تقيم طريقة تنظيف أسناننا، إلى الساعات الذكية التي ترصد نبضات قلبنا، وصولًا إلى مساعدات الدردشة المتطورة مثل "تشات جي بي تي" و"جوجل جيمِناي". كل هذه الأدوات تجمع بيانات دقيقة عن سلوكنا، غالبًا دون أن ندرك مدى انكشاف معلوماتنا الشخصية.


أين تُجمع بياناتنا؟

مساعدات النصوص التوليدية

تُحفظ وتُحلل جميع المدخلات في خانات الدردشة لتحسين النماذج اللغوية. ورغم أن شركات مثل "أوبن إيه آي" تتيح للمستخدمين إيقاف استخدام محتوى المحادثات في التدريب، إلا أنها تحتفظ بالبيانات نفسها.


شبكات التواصل الاجتماعي

تراقب منصات مثل "فيسبوك"، "إنستغرام"، و"تيك توك" منشوراتنا، إعجاباتنا، وحتى مدة تحديقنا في كل صورة أو فيديو. تُبنى ملفات رقمية تفصيلية تُستخدم لتحسين خوارزميات التوصية، أو تُباع لوسطاء بيانات يزودون المعلنين باستهداف أكثر دقة. تتتبع ملفات تعريف الارتباط (Cookies) و"بيكسلات" التتبع المستخدمين بين المواقع والتطبيقات، وقد تخزن مئات الشفرات على جهاز واحد.


الأجهزة المنزلية والملبوسة

تبقى مكبرات الصوت الذكية في حالة إنصات دائمة للبحث عن كلمة التنبيه، مما يعني أنها قد تلتقط محادثات جانبية عن غير قصد. شركات الساعات وأساور اللياقة البدنية غالبًا لا تخضع لقوانين الخصوصية، وقد يحق لها بيع بيانات الموقع، النبض، والنشاط لطرف ثالث. ففي عام 2018، كشف نشر خريطة نشاط رياضي عن مواقع عسكرية حساسة بعد تحليل مسارات جنود يستخدمون تطبيق لياقة بدنية.


تراجع مستوى حماية بياناتنا

يُظهر إعلان "أمازون" عزمها تفعيل رفع تسجيلات صوت أجهزة "إيكو" تلقائيًا إلى السحابة اعتبارًا من 28 مارس 2025، دون خيار لإيقافه، تراجعًا في سيطرة المستخدم على بياناته. هذه الخطوة، بخلاف السياسة الحالية التي تتيح الحد من التخزين، تُعد مثالًا على هذا التراجع.


من يطّلع على بياناتنا؟

قد تشارك الشركات المالكة للتقنيات المعلومات مع معلنين، وسطاء بيانات، أو جهات حكومية بموجب أمر قضائي. كما تبقى هذه المخازن هدفًا دائمًا للهجمات الإلكترونية من عصابات الفدية أو جهات مدعومة من دول.


القوانين تلهث خلف التقنية

على الرغم من محاولات التشريعات الحديثة، مثل اللائحة الأوروبية العامة لحماية البيانات (GDPR) وقانون خصوصية المستهلك في كاليفورنيا (CCPA)، لضبط استخدام البيانات، إلا أن وتيرة تطوير الذكاء الاصطناعي أسرع من تحديث القوانين، وفقًا لباحثين في أمن المعلومات بجامعة ويست فرجينيا الأمريكية.


نصائح مختصرة للمستخدم

  • لا تُدرج معلومات شخصية أو أسرار عمل في أي خانة محادثة مع أنظمة توليد النص.
  • افصل الأجهزة الذكية أو أزل بطارياتها عندما تحتاج إلى خصوصية تامة.
  • راجع إعدادات الخصوصية دوريًا، وكن مستعدًا لاحتمال تغيرها من جانب الشركة المالكة.
  • تذكر: إذا كان المنتج مجانيًا، فربما تكون بياناتك هي الثمن.

حتى تُستكمل الأطر القانونية، ينصح الخبراء بالتعامل مع أي جهاز أو خدمة "مدعومة بالذكاء الاصطناعي" كعدسة مراقبة محتملة تحتفظ بسجل دائم لكل تفاعل.

هل تفكر في طرق أخرى لحماية خصوصيتك الرقمية؟

أحدث أقدم